Twitter Facebook Delicious Digg Stumbleupon Favorites More
قيمة الحياة أن نقدم الفائدة للجميع صحة علاج معلومه خبر نصيحة All of us are human beings, let us care about what others need

الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

البدايات الداكنة بقلم زينة ملّاك

رحلة ألم، وحنين الى فلسطين 

كتبت زينة علاء ملاك مقالتها وفازت بالمركز الأول في مسابقة كتابة المقال الأدبي
على مستوى مديرية تربية محافظة عجلون
وإليكم المقالة كما سردتها طالبة الصف الاول الثانوي

البدايات الداكنة

يقال إن كل البدايات جميلة.. ثم تبدأ بالانتزاع.. لتزداد سوءاً بعد ذلك، لكنني أراها حزينةً منذ البداية، تعيسةً، كئيبةً، ومليئةً بالمتاعب.

أعيذكم بالرحمن من كل تلك البدايات.

أتدرون عن أي البدايات أتحدث...؟

نعم إنها هي...!

بداية الارتحال من مساحة الحياة إلى مساحة القتل، أطفالٌ هلعون، نساءٌ يبكين ورجال مقتلون، هكذا كانت البداية بداية الأوجاع والمصاعب، طفل لا يعرف مخبأً إلّا عند صدر أمه وذراع أبيه، لا يوجد مسكن للاختباء به، فقد دمر المنزل وسلبت الأراضي، ولا سقف يظلهم حتى الصباح.

بدأت الشمس بالإشراق على مكان لم تعتد على رؤياه بذلك الشكل، بيوت مهدومة، أشجار مقطوعة ورجال معدومة.

آه آه...! ماذا حصل؟ ماذا جرى؟ أين الأمن؟ أين الأمان؟ أين الطفولة؟ أين السلام؟ ولكن ما الجدوى من الكلام..؟!

بدأت الجماعات تسير كأسراب الطيور التي تبحث عن مخابئها، تسير وتسير ولا تنتهي المسافات، يسيرون شيئا فشيئا ليدركوا أنهم يبتعدون عن المنزل.. المنزل الذي لطالما فرحوا عند مغادرتهم له، إلّا هذه المرة فقد كانوا محطمين، خائفين إلى حد الموت.

أما الآن فقد حان موعد الفراق، موعد الدخول إلى أراضٍ ومسافات لم يألفوها من قبل، هي لا تشبه قراهم بتاتاً، هي أراضٍ غريبة جديدة لا حدود لها، نعم.. إنها جبال كفر حارب، ساروا عليها بصعوبة تامة، كالصعوبة التي يراها التلميذ حين يبحث عن عذر لمؤدبه لعدم إعداد الفروض، ولكن لا جدوى من الكلام، فكل ما يشغل تفكيرهم الآن هو البحث عن طريقة لحماية أبنائهم الأبرياء الذين خرجوا من منازلهم بلا ذنب، كان ذلك يشبه الموت، بل هو الأقرب له.

كان للأم مظهر قوي؛ تلك الرقيقة التي قد تسقطها وخزة إبرة، رأت أنه لا بد من الصبر والمقاومة، والكذب على أبنائها بأنها لا تشعر بالتعب بتاتاً، لم يا رقيقة؟؟ لم يا هشة؟؟

وذاك الأب المنهك يحمل طفله فوق ظهره، وفي يسراه أمتعتهم، وفي يمناه بقايا وطن، حفنة من التراب، غصن من شجرة الزيتون التي كان يلهو تحتها صغيراً، في الوقت الذي كان والداه يرميانه بالحجارة الصغيرة المرقرقة، وحجر من ذاك البيت المحطم.

أما ما يحمله بداخله فهو حمل آخر؛ لا يقارن بما في يديه بتاتاً، كان يحمل صوراً مخزونة في الذاكرة، صوراً لا تنسى أبداً إنها ذكرى الطفولة والشباب، يا لها من طفولة رائعة، كيف سأحدث أطفالي عنها..؟ فهم لن يحيوها أبداً.

دخلوا الحدود بعد معاناة كبيرة، فقد كانوا متعبين إلى حد الإعياء، ساروا بعدها بالقليل من المال، لا بأس الأهم الآن أن يتوفر المسكن، وجدوا المكان الآمن، المكان المألوف... نعم!!! هو يشبه قراهم، لذا فهناك شعور بالأمان، يمكنهم استرجاع القليل من الذكريات.

مر الوقت وكبر الأطفال وعاد الشعور بالأمان، أصبحوا وكأنهم في وطنهم؛ فقد عاشوا حياة كريمة سعيدة، إلّا الأب فقد كانت غصته في قلبه يخفي الحزن عن أبنائه، لا يمكنه التأوه أمامهم، لم يكن في قلبه متسع للفرح والسرور، لا أنكر أنه وجد المكان  الذي يطابق منزله في كل شيء، لكنّ ألم الوطن يبقى في القلب، كيف لا؟ وهو يموت ألماً كلما أرفقوا مع جنسيته كلمة لاجئ.. هذا هو الألم.

هو يشتاق ويحن لوطنه، لجيرانه، ولصراخ أبي أحمد مالك البستان الجميل الذي كان يدخل إليه هو وأقرانه في الصباح الباكر، وهم في الطريق إلى المدرسة.

يا لها من ذكريات ويا لها من أمور جميلة، أتمنى أن أعود إلى الوراء وأعيش أحداثاً نسجتها في خيالي، أحداثاً خالية من الحروب والألم والمعاناة، ومرصعة بالحب والأمل والأمان.

اللهم حرر فلسطين وأهلها، وارحم شهداءها، وتقبل دعواتنا يا مجيب الدعوات يا الله.

 زينة علاء ملّاك

نتمنى لزينة الارتقاء الى اعلى المستويات والحصول على اعلى الدرجات في حياتها ونتمنى لها السعادة 

اقرأ ايضا

شعوب تحيا على أمل العودة لفلسطين


Share:

هناك 4 تعليقات:

  1. أبو إيثار
    جزاك الله خيرا
    أبارك لابنتي الغالية زينة

    والى اﻷمام

    ردحذف
  2. مقال رائع تبكي العينن الم على فلسطين

    ردحذف
  3. الى الامام يا زينه
    حماك الله يازينه
    دمتي ذخرا وفخرا لوالديكي

    ردحذف
  4. بدايات داكنة تتجدد الله يسلمنا ورجعلنا فلسطين

    ردحذف

كل التعلقيات الواردة تعبر عن اصحابها ولا يتحمل الموقع اية مسؤلية عن اي تعليق.
لتكن كلمتك تعبر عن محبة وصدق. ان تكون الكلمة الطيبة فيها النقد البناء

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الصحة والعلاج دراسات ومواضيع حديثة

شركة أمنية خاطرت بسلامة الاطفال دون سابق انذار

 شركة أمنية خاطرت بسلامة الاطفال من خلال سياسة الشركة الجديدة و أصبح خط أمنية فئة دينار بعد أن كان يعطي شهرين استقبال وشهر اتصال اصبح اسبوعي...

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

Copyright © سما نيو